أمل وارتياح.. عودة “هادئة” للأسواق الأسبوعية بالمناطق المتضررة بالزلزال تبعث على التفاؤل

بعد أسبوع استثنائي قُلِبَت فيه المنطقة رأسا على عقب بسبب الزلزال، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى المناطق المنكوبة، بعدما استأنفت الأسواق الأسبوعية نشاطها من جديد، اليوم السبت.

عودة الدفء للأسواق مؤشر واضح على حالة الطمأنينة التي عادت إلى أحضان المناطق التي قضى الزلزال على ملامح الحياة في أغلب دواويرها، ودليل أوضح على ابتسامة الأمل التي بدأت تجد مكانا على محيا الساكنة بعد أسبوع لم يتذوقوا فيه غير الهلع والألم والحسرة، ومرارة فراق من ترجلوا عن صهوة الحياة تحت الأنقاض.

ولا تشكل عودة الحياة إلى الأسواق استئنافا للإطار التجاري البحت، إذ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة وعادات السكان بمعناها الأوسع. لذلك، فإن الاكتظاظ النسبي للأسواق بعد أسبوع من الكارثة الطبيعية لن تؤدي فقط إلى تعزيز ديناميكيات الاقتصاد المحلي والتخفيف من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الزلزال، بل سيكون لها أيضًا تأثير إيجابي على نفسية الضحايا الذين سينعمون بسكينة وأمان نفسيين لعودة حياتهم اليومية تدريجيًا إلى طبيعتها المعهودة قبل الفاجعة.

ومن بين الأسواق التي دبت الحياة فيها من جديد، السوق الأسبوعي بالجماعة القروية آسني بإقليم الحوز، الذي عرف إقبالا ملحوظا للمواطنين، وذلك في إطار الجهود المبذولة للعودة إلى الحياة الطبيعية بالإقليم.

خضر وفواكه معروضة هنا، ولحوم وأسماك للبيع هناك، وزبناء، رجال ونساء، يتنقلون بين خيمة إلى أخرى بحثا عن أجود وأرخص المنتوجات، ومقاهٍ مكتظة عادت قهقهات شيوخ الدواوير لتصدح منها.. كلها صور تحاول، بدون قصد، محو ما عاشه الناجون من الزلزال منذ ليلة الجمعة الماضي.

ويحاول سكان المنطقة تناسي المآسي التي تركهم فيها زلزال استغرق ثوان معدودة بقوة 7 درجات على سلم ريختر، وخلف دمارا سيحتاج أشهار وربما سنوات لإعادة إعمار الدواوير التي أضحت مجرد خراب.

وتلعب الأسواق الأسبوعية في هذه المنطقة، على غرار مختلف جهات المملكة، دورا حيويا بالنسبة للساكنة المحلية، وتعتبر مناسبة للبيع والشراء وموعداً للتلاقي بين القرويين، كما أنها تشكل مورد رزق لفئة عريضة من التجار والفلاحين.

الخسائر في الأرواح البشرية محزنة ومهمة، ولكن أيضا الخسائر المادية لها تداعيات اقتصادية واجتماعية، وبالتالي فإن إعادة فتح الأسواق الأسبوعية سيكون له تأثير إيجابي على الساكنة.

وتسود حالة من الارتياح الساكنة لعودة النشاط بالأسواق الذي يعد من بين العوامل الرئيسية للعودة إلى الحياة الطبيعية. وتعلّق الآمال علة هذه العودة الهادئة المتئدة التي تتمناها الساكنة بداية نهاية  أسبوع أسود سيظل راسخا في أذهان من كانوا في قلب كارثة طبيعية حصدت أرواح الآلاف منهم.

ويعكس إقبال الساكنة على الأسواق مؤشرات إيجابية تنعش الآمال في تعاف سريع للمنطقة، ومبعثا على التفاؤل لتعويض الأضرار الكبيرة التي لحقت الأقاليم المنكوبة من الزلزال لمواكبة للبرنامج الاستعجالي الذي أطلقه الملك لإعادة الإعمار ومجهودات السلطات في هذا الباب.

وتواصل السلطات المحلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، وكذا جميع المصالح المعنية مضاعفة جهودها لتقديم جميع المساعدات الضرورية للسكان للتغلب على تداعيات الزلزال، في الوقت الذي بدأت صدمة ما بعد الزلزال تتلاشى وتدب الحياة تدريجيا بشكل عملي إلى جميع المناطق المتضررة.



لقراءة الخبر من المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً