علاج جديد للسرطان يحظى مبتكره الطبيب الفرنسي الكندي ميشال سادلان بجائزة “أوسكار العلوم”

فاز يوم الخميس في 14 أيلول/ سبتمبر 2023 الطبيب الفرنسي الكندي ميشال سادلان بجائزة “بريك ثرو برايز” العلمية المرموقة الملقبة ب”أوسكار العلوم” عن بحثه الذي أتاح ابتكار علاج جديد مسمّى “كار-تي” (CAR-T) فعّال بصورة كبيرة ضد بعض أنواع سرطان الدم.
نشرت في:
3 دقائق
درس ميشال سادلان الطب في باريس، ثم علم المناعة في كندا، قبل أن يتولى منصب باحث ما بعد الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سنة 1989.
في تلك المرحلة، أثارت فكرة ابتكار لقاحات مضادة للسرطان اهتمامه بصورة كبيرة، حيث يقول “بدأت أفكّر أنّه علينا ربما تعديل الخلايا المقاتلة في جهاز المناعة وبخاصة الخلايا التائية”. وبدأ أعماله البحثية بدايةً على الفئران.
بعد انضمامه إلى مركز “ميموريال سلون كيترينغ” للسرطان في نيويورك، ابتكر طريقة تستند إلى استخدام ناقلات ذات أصل فيروسي، لتعديل الخلايا الليمفاوية التائية البشرية وراثياً لتكتسب هذه الخلايا مستقبلات قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية ومكافحتها.
تأمر هذه المستقبلات التي تدعى المستضد الخيميري (CARs)، الخلايا الليمفاوية التائية بالتكاثر من أجل تعزيز الخلايا الضرورية لمحاربة المرض. ويتم أولاً جمع الخلايا التائية للمريض ثم تعديلها خارج الجسم وإعادة حقنها في الدم لتصبح “أدوية حية”.
بفضل أعمال ميشال سادلان وكارل جون، أجازت الولايات المتحدة ستة علاجات تستند إلى هذه الطريقة، فيما تُجرى راهناً مئات التجارب السريرية الأخرى.
تجارب سريرية ناجحة
وفي تجربة سريرية أجريت حديثاً على نوع من السرطان يسمى الوَرَم النقوي المتعدد (المايلوما المتعددة)، شُفي 28% من المرضى بعد تلقي هذا العلاج. ولم ينتكس 65% منهم بعد مرور 12 شهراً على تلقي العلاج.
قد يكون للعلاج آثار جانبية خطرة مرتبطة بإثارة رد فعل التهابي، قد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. لكنّ الأطباء باتوا يدركون هذا التأثير وكيفية احتوائه.
وقد تُسجّل لدى المريض كذلك تأثيرات عصبية، مثل الارتباك الشديد أو عدم القدرة على الكلام، مع العلم أنها تختفي في غضون أيام قليلة.
ويُظهر الطبيب الباحث سادلان حماسة في ما يخص مستقبل هذا العلاج الذي قد يُستخدم لاحقاً لمحاربة سرطانات أخرى أو أمراض مرتبطة بالمناعة الذاتية، أو الالتهابات المقاومة مثل فيروس نقص المناعة البشرية.
بداية مشوار بحثي لم يحظ بالتشجيع الكافي
عندما بدأ ميشال سادلان بحوثه في مجال التعديل الوراثي لخلايا من الجهاز المناعي لجعلها قادرة على محاربة السرطان، لم يحظ بتشجيع زملائه الذين أبدوا شكوكاً في فكرته، ومعهم والدته التي كانت خائفة على مسيرة نجلها المهنية.
يقول الطبيب المتخصص في علم المناعة والبالغ 63 عاماً “لا يمكن تخيّل عدد المرات التي سمعت فيها أنّ فكرتي لن تنجح، أو أنه لن يكون لها مستقبل”.
رُفض مرات عدة إعطاؤه أي منح، ولم تعد ترقيته الوظيفية ميسّرة، وكان الطلاب يتجنّبون دخول مختبره.
وبأسلوب فكاهي، يقول هذا الباحث الذي سيتشارك الثلاثة ملايين دولار التي فاز بها مع الأميركي كارل جون، وهو متخصص في علم المناعة وعمل إلى جانب سادلان “عليّ تنظيم حفلة كبيرة لأشكر كل مَن ساهم في تحقيق هذا الإنجاز”.
جائزة “بريك ثرو برايز” المعروفة أيضاً ب “أوسكار العلوم”
أما جائزة “بريك ثرو برايز” التي تُعرف بـ”أوسكار العلوم”، فقد أطلقها رواد أعمال في سيليكون فالي خلال مطلع العقد الماضي، لمكافأة إنجازات في مجال البحوث الأساسية. ومع منحها ما يزيد عن 15 مليون دولار في المجموع، تُعدّ “بريك ثرو برايز” المكافآت التي تمنح أعلى مبالغ للفائزين بعد جوائز نوبل.