واشنطن تفرض عقوبات على 150 شخصا وكيانا في روسيا وتركيا والإمارات وجورجيا

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، تقريرا عن مدينة أوكرانية أصبحت محل صراع شرس بين القوات الروسية الطامعة لاستعادة السيطرة عليها، والأوكرانية التي تدافع عنها بشراسة، وسط محاولة ما تبقى من السكان أن يعيشوا بشكل طبيعي.

وبلغ عدد سكان منطقة كوبيانسك 50 ألف شخص قبل الغزو، إذ استولت عليها روسيا دون قتال في فبراير 2022، لتصبح عاصمة الجزء المحتل من منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا. 

واستعادت القوات الأوكرانية المدينة في هجوم خاطف قبل عام، ضمن مناورة سريعة أدت إلى طرد قوات روسيا من جميع أنحاء خاركيف تقريبا، وأجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك المجاورتين.

وتعمل موسكو على استعادتها الآن، من خلال تكثيف القصف على هذه البلدة، التي أمرت السلطات الأوكرانية السكان بإخلائها.

وعلى مدار العام الماضي، ظلت القوات الروسية داخل نطاق المدفعية لمدينة كوبيانسك، ودمرت المدينة بوابل من القصف اليومي تقريبا. 

وفي الشهر الماضي، تحدث الجيش الأوكراني عن وضع “صعب” في قطاع كوبيانسك شمال شرقي البلاد، حيث دفع هجوم شنته القوات الروسية السلطات إلى إجلاء المدنيين.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، عندما شنت القوات الأوكرانية هجوما في جنوب البلاد، أطلقت روسيا هجومها الخاص باتجاه كوبيانسك، ونشرت أكثر من 50 ألف جندي لمحاولة استعادة المدينة.

وعلى الرغم من التقارير التي تتحدث عن سقوط وشيك للمدينة في وسائل إعلام، إلا أن الروس لم يحققوا سوى القليل من النجاح، بحسب “وول ستريت جورنال”.

وقال رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية لمنطقة خاركيف، أوليه سينيهوبوف، إن “الروس لم يتمكنوا من احتلال قرية جديدة واحدة هنا منذ سبتمبر الماضي، وما زالوا يتكبدون خسائر فادحة في الأفراد والمعدات”.

وتحولت القرى الواقعة على الطرق المؤدية إلى كوبيانسك إلى أنقاض، مع رحيل جميع السكان تقريبا بعد أوامر الإخلاء.

وبسبب الخسائر التي تكبدتها في الأسابيع الأخيرة، “يقوم الروس الآن بإعادة تجميع صفوفهم وتشكيل وحدات عسكرية جديدة”، وفقا للقادة العسكريين الأوكرانيين. 

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار: “سيستمرون في محاولة المضي قدما. إنهم يسعون إلى الانتقام لاستعادة الأراضي التي حررناها في خاركيف، في الخريف الماضي”.

وفي كوبيانسك نفسها، على الرغم من الدمار واسع النطاق، فإنه لا يزال هناك ما يشبه الحياة الطبيعية. 

وفي الجزء المتأثر من المدينة في ساحة السوق الرئيسية، بجوار الجسر الذي يربط بين ضفتي نهر أوسكيل، نشأ سوق آخر يضم عشرات الأكشاك، وعدد قليل من متاجر البقالة. 

وتعمل مطاعم الشاورما والمقاهي وصالونات تصفيف الشعر حول كوبيانسك، وتخدم المدنيين والجنود.

وقالت نينا ليفتشينكو، وهي تاجرة تعمل في المدينة: “الأولاد يقفون بثبات على خط المواجهة، ونحن هنا خلفهم. من سيطعمهم إذا غادرنا؟”.

وعلى الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، الأقرب بكثير إلى الخطوط الروسية، عادة ما يتجمع السكان معا، ويرسلون مركبة واحدة في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر النهر، لجمع الإمدادات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية. 

ومع إغلاق المصانع في المنطقة الصناعية بشرق كوبيانسك، لا يزال هناك عدد قليل من الموظفين لحراسة الممتلكات من اللصوص.

أحد هؤلاء الحراس، ديمتري زيمين، وهو في الأصل من روسيا، انتقل إلى كوبيانسك عام 1999. وقال: “أنا أتحدث الروسية فقط، لكنني آمل حقا ألا يعود الروس”. 

وتابع: “عندما كانوا هنا، كان الأمر كما لو أن رجلا استولى على منزلك، واستقر في غرفتك وبدأ يخبرك كيف تعيش”.

في الساحة الرئيسية في كوبيانسك، مع دوي أصوات الانفجارات خلال الأيام الأخيرة، كان عمال البلدية يضعون ملصقا كتب عليه “الاستقلال – نثبته يوميا” على هيكل مبنى البلدية، الذي كان يضم ذات يوم إدارة الاحتلال الروسي. 

وخلف المبنى، كانت أطقم أخرى تجز العشب وتلتقط أوراق الشجر والعشب الذابل قبل قدوم فصل الخريف. وقالت إحدى العاملات، ناتاليا تروتسينكو: “حرب أم لا. إنها مدينتنا ويجب أن تكون نظيفة”.



لقراءة الخبر من المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً