وزير الدفاع الصيني ينضم إلى قائمة «كبار المسؤولين المفقودين».. ما القصة؟

أفادت تقارير أن وزير الدفاع الصيني، لي شانغ فو، يخضع حاليًّا للتحقيق بتهمة الفساد، وأنه عُزل من منصبه، وبحسب مجلة «نيوزويك» البريطانية فقد شوهد الجنرال آخر مرة علنًا في 29 أغسطس/ آب.

ونقلت المجلة البريطانية عن صحيفة «الفاينانشال تايمز» أن مسؤولين أميركيين ذكروا أنه يخضع للتحقيق، مشيرة إلى أنه من لم يحضر اجتماعا دفاعيا في فيتنام، الأسبوع الماضي، وألقت بكين باللوم على «الحالة الصحية».

وشوهد لي آخر مرة علنًا في 29 أغسطس/ آب، خلال إلقاء كلمة رئيسة في منتدى السلام والأمن الصيني الإفريقي في بكين، بينما لا يزال اسمه يظهر على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الوطني لجمهورية الصين الشعبية.

فيما نقلت وكالة رويترز عن مصادر بالجيش الصيني، لم تذكر هويتها، أن التحقيق مع لي يتعلق بشراء معدات عسكرية. ولم تتمكن رويترز من الحصول على تفاصيل بشأن المشتريات محل التدقيق.

ونقلت أيضًا عن مصادر أخرى بأن ثمانية مسؤولين كبار من وحدة المشتريات بالجيش الصيني، التي قادها لي من عام 2017 إلى عام 2022، يخضعون أيضًا للتحقيق.

وأضافت تلك المصادر أن التحقيق مع لي، الذي جرى تعيينه وزيرًا للدفاع في مارس/ آذار، والمسؤولين الثمانية تجريه لجنة فحص الانضباط بالجيش التي تتمتع بنفوذ.

وتساءل السفير الأميركي لدى اليابان، رام إيمانويل، في منشور على منصة إكس، الجمعة، عما إذا كان لي قيد الإقامة الجبرية.

 

وقال مسؤول فيتنامي إنه بحلول الثالث من سبتمبر/أيلول، ألغت وزارة الدفاع الصينية زيارة لي لفيتنام لحضور اجتماع دفاعي سنوي بين البلدين، كان من المقرر عقده في السابع والثامن من سبتمبر/ أيلول.

وقال مسؤولان فيتناميان إن بكين أبلغت المسؤولين في هانوي عندما أرجأت الفعالية أن لي يعاني «مشكلة صحية»، وأثار عدم حضور وزير الدفاع الصيني ذلك الاجتماع، وكذلك عدم حضوره محادثات مع مسؤول عسكري سنغافوري كبير في بكين في الأسبوع نفسه، تساؤلات لدى الدبلوماسيين في المنطقة ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن مكانه، بحسب رويترز.

 

ليس الأول

يأتي التحقيق مع لي في أعقاب قرار الصين الذي لم تكشف عن أسبابه بتغيير وزير الخارجية، تشين قانغ، في يوليو/تموز بعد غيابه لفترة طويلة عن الأنظار وتغيير قيادة القوة الصاروخية، وهي من قوات النخبة التابعة لجيش التحرير الشعبي ومسؤولة عن الصواريخ التقليدية والنووية في الصين. وعزا مسؤولون صينيون في البداية غياب تشين أيضًا لأسباب صحية.

وزير الخارجية الصيني السابق تشين قانغ - رويترز.
وزير الخارجية الصيني السابق تشين قانغ – رويترز.

 

أثارت هذه التحركات تساؤلات من محللين ودبلوماسيين حول التغييرات المفاجئة للقيادة بالصين في وقت يتعافى فيه اقتصاد البلاد ببطء من الإغلاق الصارم لمواجهة الجائحة وفي ظل تدهور العلاقات أكثر مع الولايات المتحدة بسبب عدد من القضايا، وفقا لرويترز.

ويرى مراقبون للشأن السياسي الصيني أن الرئيس، شي جين بينغ، اختار كلًّا من لي وتشين بعناية، ما يجعل غياب كل منهما بعد أقل من عام في منصبه أمرًا ملحوظًا بشدة. وكان الرجلان من أعضاء مجلس الدولة الخمسة في الصين، وهو منصب أعلى من منصب الوزير.

ولفتت «نيوزويك» إلى أنه في أغسطس/ آب، جرى استبدال جنرالين في قوات الصواريخ الصينية، كما تمت إقالة رئيس المحكمة العسكرية العسكرية بعد أشهر قليلة من تعيينه.

ولفتت إلى أن رئيس وحدة القوة الصاروخية بجيش التحرير الشعبي، الجنرال لي يو تشاو، ونائبه ظلّا في عداد المفقودين لعدة أشهر.

 

حركة تغييرات داخلية

بحسب «نيوزويك» أعلن مجلس الدولة الصيني، وهو مجلس الوزراء الصيني فعليًّا، الأربعاء الماضي، عددًا من التعيينات والإقالات لمسؤولين من ذوي الرتب الأدنى.

وجرى تعيين تشن جياتشانغ نائبًا لوزير العلوم والتكنولوجيا، وتم تعيين هو وي لي نائبًا لوزير العدل.

وجرت إزاحة ليو تشاو من منصب نائب وزير الأمن العام، وشو هونغكاي من منصب نائب وزير المالية.

وأعلن المجلس أيضًا أن شيانغ دونغ لن يشغل بعد الآن منصب نائب مدير مكتب أبحاث مجلس الدولة، كما تمت إقالة يو بينج من منصب نائب مدير الإدارة الوطنية للطاقة.

وطالب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الخميس، ببذل المزيد من الجهود لبناء لجان الحزب الشيوعي الصيني لتصبح «أجهزة نموذجية يمكن أن يثق بها الحزب وتلبية توقعات الشعب».

الرئيس الصيني شي جين بينغ - رويترز
الرئيس الصيني شي جين بينغ – رويترز

 

وفي تقرير نشرته الإدارات الحكومية ووسائل الإعلام، قال شي إن المكاتب العامة للجان الحزب والحكومات «تتحمل مسؤوليات مهمة»، مشيرًا إلى أنه «في الرحلة الجديدة، يتعين على المكاتب العامة أن تدعم بحزم القيادة المركزية والموحدة للجنة المركزية للحزب، وأن تتابع دائمًا اللجنة المركزية للحزب من كثب في الفكر والموقف السياسي والعمل».

وحث الرئيس المكاتب العامة على لعب دور أفضل «كمستشارين ومساعدين للجان الحزب والحكومات وتقديم إسهامات جديدة وأكبر لبناء الصين لتصبح دولة قوية والتجديد العظيم للأمة الصينية».




لقراءة الخبر من المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً